دينا الحسيني تكتب: مصر والسعودية.. شراكة ترد على الشائعات وتحصّن الصف العربي

الخميس، 21 أغسطس 2025 01:20 م
دينا الحسيني تكتب: مصر والسعودية.. شراكة ترد على الشائعات وتحصّن الصف العربي

زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم إلى المملكة العربية السعودية تلبية لدعوة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ليست مجرد محطة دبلوماسية، بل تجسيد لعمق العلاقات المصرية–السعودية الممتدة تاريخيًا، والتي شكّلت عبر العقود صمام أمان للأمة العربية وظهيرًا قويًا للقضايا المصيرية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

جذور ممتدة وعلاقات تاريخية
 
العلاقات بين مصر والسعودية تمثل امتدادًا طبيعيًا للتاريخ والجغرافيا، إذ شكّلت الدولتان عبر العقود ركيزة الأمن القومي العربي. فمنذ حرب أكتوبر 1973 حين دعمت المملكة مصر سياسيًا واقتصاديًا، وحتى وقوفها الحاسم بجانب إرادة الشعب المصري في ثورة 30 يونيو 2013 ومساندتها لمعركة مصر ضد الإرهاب، ظل الموقف السعودي ثابتًا في دعم استقرار مصر.
في المقابل، لم تتأخر مصر يومًا عن دعم السعودية، فالقوات المصرية شاركت في حرب تحرير الكويت عام 1991 دفاعًا عن أمن الخليج، كما وقفت القاهرة في المحافل الدولية سندًا للرياض في مواجهة محاولات النيل من مكانتها.

مواقف متطابقة في القضايا الإقليمية والدولية
 
لم يكن التقارب بين القاهرة والرياض مجرد التقاء مصالح، بل هو تطابق في الرؤى تجاه القضايا المصيرية: 
فلسطين وغزة: موقف موحد في رفض العدوان الإسرائيلي ودعم الحقوق الفلسطينية.
اليمن: توافق على دعم الشرعية ورفض التدخلات الخارجية.
سوريا ولبنان: إصرار على الحفاظ على وحدة الدول العربية ورفض هيمنة الميليشيات الطائفية.
السودان وليبيا: دعم مسارات الحلول السياسية ورفض الانزلاق إلى الفوضى.
أمن البحر الأحمر: إدراك مشترك لأهمية حماية هذا الممر الحيوي للتجارة العالمية والأمن الإقليمي.

زيارات متبادلة وتنسيق دائم
 
اللقاءات المتكررة بين الرئيس السيسي وولي العهد السعودي، سواء في القاهرة أو الرياض أو على هامش القمم العربية والدولية، تعكس حرص البلدين على تحويل التنسيق إلى واقع عملي، وترسيخ الشراكة الاستراتيجية بما يخدم المصالح المشتركة. هذه الزيارات ليست مجرد بروتوكول، بل رسائل واضحة للعالم بأن تحالف القاهرة–الرياض صلب وقادر على مواجهة محاولات زعزعة الاستقرار.

رغم محاولات المتربصين
 
مهما حاول المغرضون عبر بث الشائعات وإثارة الفتن لشق الصف العربي بين مصر والسعودية، ستظل العلاقة بين البلدين نموذجًا في الثبات. فالدولتان معًا تمثلان ظهيريًا قويًا للأمن القومي العربي، وداعمًا أساسيًا للقضية الفلسطينية، وركيزة صلبة في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
 
ختامًا: زيارة الرئيس السيسي إلى السعودية اليوم تؤكد من جديد أن القاهرة والرياض ليستا مجرد شريكتين في المواقف، بل هما محور ارتكاز الأمة العربية، ودرعها في مواجهة محاولات التفتيت، وأملها في صياغة مستقبل أكثر استقرارًا للمنطقة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق